تقدم حكم محكمة النقض رقم 21955 بتاريخ 21 يوليو 2023 رؤى مهمة لفهم الديناميات المتعلقة بالتعويض عن الأمراض المهنية. في هذه الحالة، درست المحكمة الطعن المقدم من ورثة عامل توفي بسبب مرض مرتبط بنشاطه المهني. المسألة المركزية تدور حول العلاقة السببية بين النشاط المهني والمرض، وهو جانب حاسم في مجال قانون العمل والمسؤولية المدنية.
كانت محكمة الاستئناف في ميسينا قد قبلت في البداية استئناف الشركات المعنية، رافضة طلب التعويض المقدم من ورثة العامل. وكان القرار مبنيًا على عدم وجود أدلة ملموسة تثبت تعرض العامل لمواد كيميائية معينة، وبالتالي، عدم القدرة على إثبات علاقة السببية بين نشاطه المهني والمرض الذي أدى إلى وفاته.
أكدت محكمة النقض على بعض المبادئ الأساسية المتعلقة بعبء الإثبات في سياق الأمراض المهنية. على وجه الخصوص، يقع على عاتق العامل إثبات:
استبعدت المحكمة وجود أي علاقة، حتى لو كانت مشتركة، بين العامل والمرض الذي أصيب به.
في هذه الحالة المحددة، اعتبرت المحكمة أن الأدلة المقدمة لم تكن كافية لإثبات وجود رابط مباشر بين النشاط المهني والمرض. وهذا يعد تذكيرًا مهمًا بأهمية جودة الأدلة المقدمة في مثل هذه القضايا.
يبرز الحكم رقم 21955/2023 لمحكمة النقض أهمية العلاقة السببية وعبء الإثبات في تقييم طلبات التعويض عن الأمراض المهنية. يجب أن يكون لدى الأطراف المستأنفة القدرة على إثبات ليس فقط وجود المرض، ولكن أيضًا العلاقة الفعلية مع بيئة العمل وظروف الأمان المعتمدة. يعد هذا الحكم بمثابة تحذير للعمال وعائلاتهم بشأن ضرورة جمع أدلة مناسبة ومقنعة لدعم مطالبهم في الساحة القانونية.