الحوادث في العمل والمسؤولية الجنائية: تعليق على حكم المحكمة العليا، القسم الرابع، رقم 43717/2024

يقدم الحكم رقم 43717 الصادر في 29 نوفمبر 2024 عن المحكمة العليا نقاطًا حاسمة لفهم المسؤوليات الجنائية في حالة الحوادث في العمل. وخصوصًا، يتم فحص مسؤولية عدد من الفاعلين، بما في ذلك أصحاب العمل والعمال، فيما يتعلق بحادث مأساوي وقع في موقع بناء. وقد سلطت المحكمة الضوء على انتهاكات معايير السلامة والالتزامات الرقابية التي تقع على عاتق كل فرد معني، مقدمةً منظورًا يتجاوز مجرد إثبات الذنب.

الحالة المعنية

في الحالة المعالجة، تم نسب الحادث المميت لـ م.م. إلى سلسلة من الإخفاقات من قبل الأطراف المعنية. تم اعتبار ف.ف.، مشغل الرافعة، و ك.ك.، صاحب الشركة المتعهدة، مسؤولين عن عدم ضمان الظروف الأمنية اللازمة في موقع البناء. بينما تم الاعتراف بـ ج.ج.، منسق السلامة، مسؤولاً من الناحية المدنية عن النقص في خطة السلامة، في حين تم استبعاد ح.ح.، طالب الأعمال، من أي مسؤولية.

لا يمكن اعتبار المسؤولية الجنائية في حالة الحوادث في العمل بشكل معزول، بل يجب أن تأخذ في الاعتبار التعاون المسبب للذنب من قبل الأطراف المختلفة المعنية.

المسؤوليات وانتهاكات معايير السلامة

سلطت المحكمة الضوء على أن ف.ف. قد قام بتشغيل الرافعة دون امتلاك المهارات اللازمة ودون التحقق من عدم وجود عمال آخرين في منطقة التشغيل. وهذا يمثل انتهاكًا مباشرًا للمادة 20، الفقرة 2، حرف ج، من المرسوم التشريعي 81/2008. وبالمثل، تم الحكم على ج.ج. بأنه مذنب في إعداد خطة سلامة غير مكتملة، دون الالتزام بالالتزامات المنصوص عليها في اللوائح.

  • لم يتحقق ف.ف. من وجود عمال في منطقة التشغيل.
  • لم يقم ج.ج. بإعداد جدول زمني مناسب.
  • لم يراقب ح.ح. عمل منسق السلامة.

الاستنتاجات والآثار المترتبة على الحكم

يؤكد حكم المحكمة العليا على أهمية التطبيق الصحيح لمعايير السلامة في مواقع البناء وضرورة توفير تدريب مناسب للعمال. كما يبرز أيضًا الدور الحاسم للطالب في اختيار المتعهد ومراقبة الأنشطة العملية. في النهاية، فإن المسؤولية في حالة الحوادث في العمل لا يمكن أن تُنسب أبدًا إلى فرد واحد، بل يجب تقييمها في سياق أفعال جميع الأطراف المعنية.

مقالات ذات صلة