تندرج الحكم رقم 6443 لعام 2023 من محكمة النقض في النقاش القانوني المتعلق بتعويض الأضرار في حالة حوادث الطرق، مع التركيز على التمييز بين الأضرار البيولوجية والأضرار المعنوية. يقدم هذا الحكم أفكارًا مثيرة لفهم ديناميات التعويض ومعايير التقييم المستخدمة من قبل القضاة.
في الحالة المعنية، تعرض A.A. لأضرار نتيجة حادث مروري، وكان محكمة فُوجيا قد قامت في البداية بتعويض الضرر البيولوجي بنسبة 7%. ومع ذلك، في مرحلة الاستئناف، قام القاضي بتقليل هذا المبلغ إلى 4%، مبررًا قراره بالحاجة إلى تجنب التكرار في التعويضات بين الأضرار المعنوية والأضرار البيولوجية. هذا الجانب حاسم، حيث أكدت المحكمة أن الضرر المعنوي قد يكون مشمولًا بالفعل في الضرر البيولوجي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاضطرابات النفسية مثل التوتر العاطفي.
أكدت المحكمة على ضرورة تجنب التكرار من خلال إعطاء أسماء مختلفة لأضرار متطابقة.
استدعت المحكمة المبدأ القائل بأنه للحصول على التعويض، من الضروري تقديم أدلة واضحة ومتميزة تتعلق بعواقب الأضرار التي تعرض لها الشخص. في هذه الحالة، لم تتمكن A.A. من إثبات بشكل مقنع أن العواقب النفسية للحادث تجاوزت ما تم اعتباره بالفعل في الضرر البيولوجي. هذا يثير التفكير حول عبء الإثبات في مجال التعويض، حيث من الضروري إثبات التأثير الفعلي للإصابات على الحياة اليومية والعلاقات الشخصية للفرد.
يمثل الحكم رقم 6443 لعام 2023 من محكمة النقض مرحلة مهمة في المسار القانوني المتعلق بتعويض الأضرار. إنه يبرز الحاجة إلى تمييز صارم بين الأضرار البيولوجية والأضرار المعنوية، مشددًا على أهمية الأدلة المناسبة والمحددة لكل نوع من الأضرار. لا يضمن هذا النهج فقط مزيدًا من العدالة في التعويض، ولكنه يساهم أيضًا في مزيد من الوضوح في القرارات القانونية، مما يقلل من خطر التكرار في التعويضات. وبالتالي، أكدت المحكمة أنه في حالة الأضرار النفسية، فإنه من الضروري تقديم دليل مناسب على حجمها وخصوصيتها للحصول على تعويض عادل وصحيح.