الحكم الأخير لمحكمة النقض رقم 29188 الصادر بتاريخ 26 يوليو 2021 يقدم نقاط تفكير مهمة حول جريمة الاختلاس ومسؤولية من يدير الأموال العامة. في هذه المقالة، نقوم بتحليل الجوانب الرئيسية للقرار، بهدف توضيح الآثار القانونية والعملية لما أقره القضاة.
في القضية المعروضة، تم إدانة P. G.، الممثل القانوني لشركة، بالاختلاس بعد أن احتفظت بمبالغ مستحقة للبلدية مقابل خدمة إدارة المصابيح التذكارية. وأكدت المستأنفة أن هذا الاحتفاظ كان مبرراً بوجود دين سابق تجاه الجهة العامة. ومع ذلك، اعتبرت المحكمة أن حججها غير مستندة.
يحدث الاختلاس في اللحظة التي يتم فيها الاستيلاء، حتى في غياب الضرر المالي للإدارة العامة.
قدمت P. G. سببين للاستئناف، اعتبرتهما محكمة النقض غير مقبولين. يتعلق الأول بعدم تقديم دليل حاسم لإثبات غياب القصد الجنائي. وأكدت المحكمة أن الحجة كانت غير محددة ولم تقدم عناصر جديدة في هذا الصدد. بالإضافة إلى ذلك، تسلط السوابق القضائية الضوء على أن الاعتقاد الخاطئ بأنه يمكن الاحتفاظ بمبالغ لا يبرر الاستيلاء.
يؤكد الحكم على أهمية التأهيل كموظف عام في جريمة الاختلاس. حتى لو كان العقد قد انتهى، أكدت محكمة النقض أن سلوك P. G. كان مرتبطاً بالوظيفة التي كانت تمارسها سابقاً. هذه النقطة حاسمة، حيث توضح أن المسؤولية لا تنتهي مع انتهاء التكليف الرسمي، بل تستمر إذا كانت الفعلية الاستيلائية مرتبطة بالوظيفة الممارسة.
يمثل قرار محكمة النقض رقم 29188 لعام 2021 نقطة مرجعية مهمة للسوابق القضائية في مجال الاختلاس. ويبرز أن مجرد الاستيلاء غير كافٍ لتكوين الجريمة، بل من الضروري مراعاة السياق الذي يحدث فيه الفعل. يدعو الحكم إلى التفكير في أهمية سيادة القانون والشفافية في إدارة الأموال العامة، وهما عنصران أساسيان لضمان ثقة المواطنين في المؤسسات.