تعود الدائرة الجنائية السادسة بمحكمة النقض، في حكمها رقم 11498 المؤرخ في 21 مارس 2025، إلى العلاقة الحساسة بين سر المكتب ومساهمة الغريب (ما يسمى بـ extraneus) في الجريمة المنصوص عليها في المادة 326 من القانون الجنائي. نشأ القضية من قرار صادر عن محكمة الاستئناف بفلورنسا، تم إلغاؤه دون إحالة، والذي أقر بمسؤولية س. إ. كمستلم خاص للمعلومات السرية. تستدعي الهيئة العليا، بالإشارة إلى أحكام راسخة (القسم الموحد، رقم 420/1981) وتسليط الضوء على خط قضائي موحد الآن، نقاطًا محددة تهم كل من العاملين في مجال القانون والهيئات العامة، الذين يولون اهتمامًا متزايدًا لحماية الأصول المعلوماتية.
تعاقب المادة 326 من القانون الجنائي الموظف العام الذي يكشف عن أسرار المكتب «خارج الحالات التي يسمح فيها القانون بذلك». متى يمكن أن يكون الفرد الخاص مسؤولاً أيضًا؟ يكمن الجواب في المادة 110 من القانون الجنائي (المساهمة في الجريمة): يكون الغريب مسؤولاً إذا ساهم ماديًا أو معنويًا في المخالفة. يوضح الحكم قيد التعليق أن مجرد الاستفادة من تلقي المعلومات لا يشكل بحد ذاته أي مساهمة. يلزم وجود شيء إضافي: التحريض أو الضغط الذي يدفع الموظف العام إلى الانتهاك.
فيما يتعلق بالكشف عن أسرار المكتب، فإن وجود المساهمة في جريمة الغريب يفترض أنه لم يقتصر على تلقي الخبر، بل حرض أو دفع الموظف العام إلى تنفيذ الكشف، حيث لا يكفي مجرد الكشف للغير عن الخبر السري لتشكيل الجريمة.
لذلك، توضح المحكمة أن الفرد الخاص يصبح شريكًا فقط عندما يلعب دورًا نشطًا، تحفيزيًا أو ضاغطًا، تجاه الموظف العام. بدون هذا المساهمة المعنوية (أو المادية)، يفتقر إلى الرابط السببي الذاتي الضروري الذي تتطلبه المادة 110 من القانون الجنائي. يحمي المبدأ مصلحتين: سرية الإجراء الإداري ويقين النطاق العقابي، وتجنب تجريم السلوكيات السلبية البحتة.
تدعو محكمة النقض القضاة في الدرجة الأولى إلى البحث عن عناصر عرضية لسلوك نشط من قبل الفرد الخاص. بعض المؤشرات الواقعية يمكن أن تكون:
بدون هذه المؤشرات، تظل المعرفة البسيطة بالخبر غير ذات صلة من الناحية الجنائية، على الرغم من أنها قد تشكل مسؤوليات أخرى (مثل التأديبية أو المدنية).
يقع القرار في سياق أحكام متوافقة (محكمة النقض 34928/2018؛ 47997/2015) ويختلف عن الأحكام غير المتوافقة (محكمة النقض 15489/2004) التي اعتبرت مجرد النشر للغير كافياً. يستند التغيير إلى الحاجة إلى حماية مبدأ شخصية المسؤولية الجنائية (المادة 27 من الدستور) والإشارة إلى القيم الاتفاقية الأوروبية فيما يتعلق بالشرعية (المادة 7 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان). تفضل المحكمة تفسيرًا تقييديًا، بما يتماشى مع فقه ستراسبورغ الذي يفرض تحديدية وتوقع القاعدة الجنائية.
يقدم الحكم رقم 11498/2025 دليلاً مفيدًا للعاملين: الفرد الخاص الذي يتلقى معلومات سرية من موظف عام لا يرتكب جريمة تلقائيًا. يجب إثبات مساهمة سببية - تحريض أو دفع - أدت إلى انتهاك السر. بالنسبة للدفاع، يفتح هذا مساحات للتحقيق في الطرق الفعلية للحصول على الخبر. بالنسبة للإدارات العامة، يذكر القرار بأهمية البروتوكولات الداخلية التي تهدف إلى تتبع كل طلب بيانات، وذلك لمنع الانحرافات غير المشروعة. في النهاية، يوازن المبدأ المؤكد بين الحاجة إلى القمع وحماية الحقوق الأساسية، ويرسم حدودًا واضحة للمسؤولية الجنائية للغريب.