يمثل حكم المحكمة العليا، القسم الرابع، بتاريخ 16 مارس 2021، رقم 10152، نقطة مرجعية هامة في مجال المسؤولية الطبية والقتل غير العمد. في هذه المقالة، سنحلل الجوانب الرئيسية للقرار، مع تسليط الضوء على الآثار المترتبة على المهنيين الصحيين والمبادئ القانونية المطبقة.
تم الحكم على المدعى عليهم، د.أ. و ر.ج.، بتهمة القتل غير العمد نتيجة وفاة ج.أ. أثناء إجراء عملية مراجعة تجويف الرحم. أكدت محكمة الاستئناف في بريشيا الحكم الصادر في المرحلة الأولى، معتبرة أن كلا المتهمين قد تصرفوا بإهمال شديد. د.أ.، طبيب غير متخصص، قام بمراقبة غير كافية للمريضة، بينما ر.ج.، رئيس قسم التخدير، سمح باستخدام معدات غير آمنة.
لا يمكن اعتبار مسؤولية الطبيب فقط بناءً على مؤهلاته المهنية، بل يجب أن تأخذ في الاعتبار الظروف المحددة للتدخل والمعدات المستخدمة.
استندت المحكمة إلى مبدأ ne bis in idem لاستبعاد إمكانية إجراء محاكمة ثانية فيما يتعلق بواقعة تم الحكم فيها مسبقًا. ومع ذلك، أوضحت أنه في القضية المعنية، كانت وفاة الحدث والسلوكيات الإهمالية متميزة، مما يبرر الإجراءات الجديدة. وأكد الحكم أن مسؤولية الطبيب تنبع ليس فقط من العمل المباشر، ولكن أيضًا من موقع الضمان الذي يشغله.
يوفر الحكم رقم 10152/2021 نقاط تفكير هامة للمهنيين الصحيين:
في هذا السياق، لا تقتصر المسؤولية على الفعل الطبي بحد ذاته، بل تمتد لتشمل جميع جوانب التنظيم الصحي والإشراف على الموظفين.
يمثل قرار المحكمة العليا تحذيرًا للمهنيين في القطاع الصحي. ويبرز أهمية التدريب المناسب واحترام القوانين المتعلقة بالسلامة والمسؤولية. فالمراقبة والاستعداد أمران أساسيان لمنع الأحداث المأساوية وضمان سلامة المرضى.