أثار الحكم الأخير رقم 27115 الصادر في 30 مايو 2024، والذي نُشر في 9 يوليو 2024، نقاشًا واسعًا بين العاملين في مجال القانون بشأن أهمية الحالات العاطفية في سياق المسؤولية الجنائية. على وجه الخصوص، يركز قرار محكمة النقض على الاعتراف بالظروف المخففة العامة في وجود حالات عاطفية أو انفعالية، وهو موضوع ذو أهمية بالغة في القانون الجنائي الحديث.
كانت القضية المعروضة تتعلق بمتهم، د. ب. م. ت.، متهمًا بقتل شريكته. خلال المحاكمة، تبين أن المتهم كان في حالة من الضيق الشديد والاضطراب، تفاقمت بسبب الطوارئ الوبائية. على الرغم من ذلك، رفضت محكمة الاستئناف في ميسينا في البداية الاعتراف بالظروف المخففة العامة، معتبرة أن الحالات العاطفية لا تبرر تخفيف العقوبة. ومع ذلك، ألغت محكمة النقض هذا القرار، وأمرت بإعادة تقييم.
الحالات العاطفية أو الانفعالية - أهميتها لأغراض الاعتراف بالظروف المخففة العامة - الشروط - الوقائع. يمكن للقاضي أن يأخذ في الاعتبار الحالات العاطفية أو الانفعالية، على الرغم من أنها لا تستبعد المسؤولية الجنائية ولا تقللها، لأغراض منح الظروف المخففة العامة، إذا اعترف بقدرتها على العمل كعامل لتخفيف مدى المسؤولية الجنائية. (وقائع تتعلق بقتل الشريكة، حيث ألغت المحكمة مع الإحالة حكم الموضوع الذي، على الرغم من تأكيده أن المتهم كان في حالة من الضيق الشديد والاضطراب المرتبط ببدء الطوارئ الوبائية وقت ارتكاب الجريمة، لم يقيّم بشكل كافٍ قدرة تلك الحالة العاطفية الخاصة على تبرير احتواء المعاملة العقابية).
يوضح هذا المبدأ أن الحالات العاطفية يمكن أن تؤثر على المسؤولية الجنائية، على الرغم من أنها لا تستبعدها. أكدت المحكمة على أهمية النظر في الوضع النفسي للمتهم وقت ارتكاب الجريمة، خاصة في المواقف الاستثنائية مثل الوضع الوبائي.
يشير الحكم إلى عدة مواد من القانون الجنائي، بما في ذلك المادة 62 مكررًا، التي تحدد الظروف المخففة العامة. من المهم ملاحظة أن المحكمة الدستورية قد أكدت بالفعل في أحكام سابقة على أهمية تحليل الحالات العاطفية في السياق الجنائي. يندرج قرار محكمة النقض ضمن اتجاه قضائي يهدف إلى ضمان عدالة منصفة، مع مراعاة الظروف الإنسانية والنفسية للأفراد المتهمين.
لذلك، يعتبر هذا الحكم خطوة مهمة إلى الأمام في زيادة وعي النظام القضائي بتعقيد الحالات العاطفية البشرية، ويدعو القضاة إلى النظر في هذه العناصر في عملية صنع القرار.
باختصار، يمثل الحكم رقم 27115 لسنة 2024 الصادر عن محكمة النقض تدخلًا هامًا في مجال القانون الجنائي، مما يخلق سابقة مهمة للاعتراف بالحالات العاطفية كعوامل مخففة. لا يقدم هذا القرار منظورًا جديدًا للمسؤولية الجنائية فحسب، بل يدعو أيضًا إلى تأمل أعمق في الظروف النفسية للمتهمين، خاصة في المواقف الاستثنائية مثل تلك التي شهدتها فترة الوباء.