التزوير الفكري والمسؤولية الموثقية: تحليل لحكم المحكمة العليا

الحكم رقم 22839 الصادر في 23 مايو 2019 عن المحكمة العليا، القسم الخامس الجنائي، يقدم نقاطًا مهمة تتعلق بمسألة التزوير الفكري في الوثائق العامة. على وجه الخصوص، تتعلق القضية التي تم فحصها بشخص قام بخداع موثق من خلال عرض وثيقة هوية مزورة، مما أدى إلى عواقب ليست فقط جنائية ولكن أيضًا من حيث المسؤولية وصلاحية الوثائق العامة.

القضية وقرار المحكمة

تم الحكم على المستأنف، د.د.د.، بتهمة تقديم وثيقة مزورة للموثق أ.أ. أثناء بيع عقار، مدعيًا أنه ج.د. وخداع الموثق لتوثيق تصريحات الإرادة التي لم يتم الإدلاء بها فعليًا من قبل الأطراف المعنية. اعترض د.د.د. على تصنيف الجريمة، مدعيًا أن الفعل يجب اعتباره انتهاكًا للمادة 483 من القانون الجنائي المتعلقة بالتزوير الفكري الذي يرتكبه الأفراد.

اعتبرت المحكمة أن موضوع التزوير ليس التصريحات التعاقدية في حد ذاتها، وإنما نسبتها إلى أشخاص تم التعرف عليهم بشكل خاطئ.

تكمن النقطة المركزية في القرار في أن المحكمة أكدت الحكم، مشددةً على أن الموثق يجب أن يتحقق من هوية الأطراف المعنية في الوثيقة. تتطلب القانون الإيطالي، وبشكل خاص المادة 49 من القانون رقم 89 الصادر في 16 فبراير 1913، أن يتحقق الموثق من الهوية الشخصية للأطراف، مما ينص على أن الموظف العام يجب أن يقيم جميع العناصر المفيدة لتكوين قناعة.

تداعيات الحكم

يمتلك هذا القرار تداعيات متعددة على ممارسة الموثقين وعلى من يعمل في القطاع القانوني:

  • يؤكد مسؤولية الموثق في التحقق من هوية الأطراف، مما يعزز الحماية ضد الاحتيالات.
  • يحدد الحدود بين أنواع مختلفة من التزوير الفكري، موضحًا خصوصيات المسؤوليات الجنائية.
  • يوجه المهنيين في القطاع القانوني إلى إيلاء اهتمام خاص لصلاحية الوثائق العامة والمعلومات المقدمة من العملاء.

الاستنتاجات

يمثل حكم المحكمة العليا رقم 22839/2019 مرحلة مهمة في فهم التزوير الفكري في الوثائق العامة ومسؤولية الموثقين. إنه يؤكد على أهمية التحقق الدقيق من الهوية من قبل الموثق، مما يحمي سلامة الوثائق العامة وحقوق الأطراف المعنية. إن عواقب هذا القرار كبيرة وتتطلب اهتمامًا متجددًا من جميع العاملين في القطاع القانوني، لضمان أمان وصلاحية المعاملات العقارية وغيرها.

مقالات ذات صلة