يوفر الحكم رقم 3368 لسنة 2023 من محكمة النقض تأملًا هامًا حول الموضوع الحساس لليمين في المجالات المدنية والجنائية. في هذه الحالة، تناولت المحكمة تداعيات اليمين الكاذب وأهميته في إثبات المسؤولية المدنية. تتناسب هذه القرار مع سياق قانوني معقد، حيث تلعب استقلالية العملية المدنية مقارنة بالعملية الجنائية دورًا حاسمًا.
تنشأ القضية من نزاع بين شقيقين، أ.أ. و ج.ج.، يتعلق باستخدام عقار. كان أ.أ. قد طلب تعويض الأضرار بسبب مزاعم اليمين الكاذب من قبل شقيقه ج.ج. كانت محكمة الاستئناف في فينيسيا قد رفضت في البداية طلب التعويض، مدعية عدم وجود دليل على كذب اليمين فيما يتعلق بملكية العقار.
أوضحت المحكمة أن إثبات المسؤولية المدنية مستقل عن نتيجة الإجراءات الجنائية، وبالتالي تحترم الحق في افتراض البراءة.
أحد الجوانب الأساسية للحكم هو تأكيد مبدأ الاستقلالية بين العملية المدنية والعملية الجنائية. أكدت المحكمة أنه، حتى في حالة وجود قرار حفظ بشأن جريمة اليمين الكاذب، فإن القاضي المدني غير ملزم بتلك النتيجة. وهذا يعني أن القاضي المدني يجب أن يقوم بتقييم الحقائق والأدلة بشكل مستقل، مع الأخذ بعين الاعتبار فقط العناصر التأسيسية للجريمة المدنية، كما هو منصوص عليه في المادة 2043 من القانون المدني.
أكدت المحكمة أن كذب اليمين، حتى لو تم إثباته جزئيًا، ليس كافيًا لتكوين المسؤولية المدنية تلقائيًا. من الضروري إثبات أن هذا الكذب قد تسبب في ضرر غير عادل، مما يتطلب تحليلًا دقيقًا للأدلة. في هذه الحالة، اعتبرت المحكمة أن رفض طلب أ.أ. كان مبررًا نظرًا لعدم إثبات كذب اليمين فيما يتعلق بملكية العقار.
يمثل الحكم رقم 3368 لسنة 2023 من محكمة النقض خطوة مهمة إلى الأمام في تحديد الحدود بين اليمين والمسؤولية المدنية. إنه يعيد تأكيد مبدأ الاستقلالية بين المجالات القانونية المختلفة ويؤكد أهمية التحليل المتعمق للحقائق والأدلة. في سياق قانوني متغير باستمرار، فإن هذه التوضيحات ضرورية لضمان عملية عادلة واحترام حقوق الأطراف المعنية.