يعالج الحكم الأخير لمحكمة النقض، القسم الثالث، الرقم 32121 بتاريخ 7 أغسطس 2024، موضوعًا ذا أهمية اجتماعية وقانونية كبيرة: الإساءة في الأسرة، مع تركيز خاص على قضية شبه الأسرة في علاقات العمل. يقدم هذا الحكم نقاط تفكير هامة وتوضيحات تنظيمية حول الحدود الدقيقة بين العلاقات المهنية والعائلية.
قدّم المدعي العام للجمهورية طعنًا ضد حكم محكمة الاستئناف في ليتشي، التي برأت عددًا من المتهمين بتهمة الإساءة في الأسرة، مشيرة إلى عدم وجود الفعل المزعوم. أحد الجوانب الحاسمة في الحكم يتعلق بمفهوم "شبه الأسرة"، وهو أمر أساسي لتكوين الجريمة المنصوص عليها في المادة 572 من القانون الجنائي.
اعتبرت محكمة الاستئناف أنه في الحالة المحددة، لم تتوفر متطلبات شبه الأسرة، مقتصرة على علاقة عادية من التبعية العمالية.
وفقًا للاجتهاد القضائي المستقر، يمكن تكوين جريمة الإساءة في الأسرة أيضًا في السياقات العمالية، ولكن فقط إذا كانت هناك عناصر من شبه الأسرة. قامت المحكمة بتحليل توجهات قضائية متنوعة، مشددة على أن مجرد التبعية العمالية لا تكفي لتلبية هذا الشرط. على وجه الخصوص، استدعت محكمة النقض أحكامًا سابقة تبرز الحاجة إلى علاقة تتميز بالثقة والخضوع، وهما عنصران نموذجيان للعلاقات الأسرية.
لا يقتصر حكم محكمة النقض على تأكيد براءة المتهمين، بل يحدد أيضًا مبدأ أساسيًا بشأن تقييم شبه الأسرة في علاقات العمل. هذا الجانب حاسم ليس فقط لتعريف الإساءة في الأسرة، ولكن له أيضًا تداعيات على إدارة الديناميات العمالية وحقوق العمال. يوضح الحكم أنه من الضروري لإثبات الإساءة إثبات أن علاقة العمل تتجاوز مجرد التبعية وتقترب من علاقة من نوع عائلي.
في الختام، يقدم الحكم رقم 32121 لمحكمة النقض تأملًا مهمًا حول موضوع الإساءة في الأسرة، مسلطًا الضوء على التعقيدات التي تظهر في السياقات العمالية. إن التمييز بين علاقة العمل وعلاقة شبه عائلية أمر أساسي لتطبيق القوانين الجنائية ولحماية ضحايا الإساءة. من المرغوب فيه أن يتم استكشاف هذه المبادئ بشكل أكبر وتوضيحها في الاجتهاد القضائي المستقبلي، من أجل ضمان حماية مناسبة لأولئك الذين يتعرضون للإساءة في سياقات حساسة.