الحكم الأخير لمحكمة النقض رقم 36765 بتاريخ 30 مايو 2024 يمثل سابقة مهمة في مجال الجرائم الضريبية، لا سيما فيما يتعلق بإثبات القصد الجنائي المحدد للتهرب الضريبي. في هذا المقال، سنقوم بتحليل النقاط الرئيسية للقرار، مع تسليط الضوء على أهمية السلوكيات التي تلي ارتكاب الجريمة ومدى أهميتها كدليل.
كانت القضية تتعلق بالمدعى عليه ف. ف.، المتهم بالتهرب الضريبي. كانت محكمة الاستئناف في بوتنزا قد رفضت الاتهامات في قرار سابق، لكن محكمة النقض رأت أنه من المناسب التدخل. وقد أكدت المحكمة أن القصد الجنائي المحدد للتهرب يمكن استنتاجه ليس فقط من العناصر المادية ولكن أيضًا من السلوكيات التي تلي ارتكاب الجريمة.
الجرائم الضريبية - القصد الجنائي المحدد للتهرب - الدليل - سلوكيات "بعد الفعل" - الأهمية - الأسباب. في موضوع الجرائم الضريبية، يمكن أن يستنتج مشروعا القصد الجنائي المحدد للتهرب من السلوك اللاحق على ارتكاب الجريمة، والذي يتكون من عدم دفع الضرائب المستحقة وغير المعلنة، بشرط أن مبدأ القناعة الحرة للقاضي لا يميز بين الطبيعة المادية والنفسية للحقائق التي ظهرت في العملية والتي يتم تقييمها لأغراض الاقتناع نفسه. (مقارنة: رقم 1818 لسنة 1968، Rv. 106993-01).
تسلط هذه المبدأ الضوء على كيفية عدم تمييز المحكمة بين الجوانب المادية والنفسية للحقائق التي ظهرت، مؤكدة على أهمية القناعة الحرة للقاضي. وبالتالي، يمكن دعم إثبات القصد من خلال السلوكيات اللاحقة التي تثبت الرغبة في التهرب من المسؤوليات الضريبية.
يعتمد الحكم على عدة أحكام قانونية، بما في ذلك المرسوم التشريعي رقم 74 بتاريخ 10 مارس 2000، الذي ينظم الجرائم الضريبية، وقانون العقوبات، لا سيما المواد 43 و133، التي تتعلق بالنية والعوامل المشددة على التوالي. وقد أكدت المحكمة أن القصد المحدد هو عنصر أساسي لتأكيد المسؤولية الجنائية في مجال الضرائب.
في الختام، يمثل الحكم رقم 36765 لسنة 2024 تأكيدًا مهمًا للمبدأ القائل بأن السلوكيات التي تلي ارتكاب جريمة ضريبية يمكن استخدامها كدليل على القصد الجنائي المحدد. تسلط هذه التوجهات القضائية الضوء على أهمية التحليل الدقيق والعميق للحقائق، بحيث يمكن للقاضي تشكيل قناعة حرة تستند إلى جميع العناصر المتاحة. يجب على المعنيين بالقانون والمكلفين بالضرائب الانتباه إلى هذه التطورات، حيث يمكن أن تكون عواقب اتهام التهرب الضريبي كبيرة وطويلة الأمد.