الحكم الأخير لمحكمة النقض، الذي تم إيداعه في 30 يوليو 2024، تناول قضية معقدة تتعلق بسوء المعاملة في الأسرة والمطاردة، موضحاً الحدود القانونية بين هذين الجريمتين. القرار، الذي ألغى أمر الحبس الاحتياطي في السجن لـ A.A، يقدم نقاط تفكير حول ديناميات العنف الأسري والتدابير الاحترازية القابلة للتطبيق في هذه السياقات.
بدأت القضية من حادثة عنف وقعت في 10 مارس 2024، عندما هدد A.A المرأة ملوحاً بسكين بعد إنهاء التعايش مع B.B. وقد أدى هذا السلوك إلى اعتقاله في حالة تلبس بتهمة المطاردة، وبعد ذلك، إلى التدبير الاحترازي للحبس الاحتياطي. ومع ذلك، اعترض الدفاع على هذا التدبير، مؤكدًا أن سلوك A.A يجب أن يُصنف على أنه تهديد وليس سوء معاملة.
أبرزت المحكمة أن السلوكيات المزعجة يجب أن تُقيَّم في سياق العلاقة القائمة بين المتهم والضحية.
أكدت محكمة النقض أنه، وفقًا للاتجاه القضائي الراسخ، يُعتبر جريمة سوء المعاملة في الأسرة موجودة في حالة وجود رابطة مستقرة ودائمة، بينما يمكن متابعة السلوكيات الاضطهادية حتى بعد انتهاء التعايش. في قضية A.A و B.B، قرر القاضي أن سلوكيات A.A لا يمكن أن تُصنف كجريمة سوء معاملة، حيث كانت الرابطة العاطفية قد انتهت بالفعل.
يمثل حكم محكمة النقض خطوة مهمة إلى الأمام في فهم ديناميات العنف الأسري وإدارة التدابير الاحترازية. ويؤكد على أهمية التوصيف القانوني الصحيح للوقائع، حتى تتمكن الضحايا من تلقي الحماية المناسبة ويواجه مرتكبو الجرائم عواقب أفعالهم بشكل عادل. لذلك، من الضروري أن تستمر الاجتهادات القضائية في التطور لتلبية احتياجات العدالة وحماية ضحايا العنف الأسري.