تناولت الدائرة الجنائية الثانية بمحكمة النقض، في حكمها رقم 16052 المؤرخ 18 فبراير 2025 (مودع بتاريخ 28 أبريل 2025)، موضوعًا يبدو متخصصًا ولكنه في الواقع حاسم للاستراتيجية الدفاعية: إمكانية التنازل عن منفعة وقف تنفيذ العقوبة التي تم منحها بالفعل في الحكم. وقد أوضحت المحكمة العليا، بقبولها طعن النيابة العامة ضد قرار محكمة استئناف كاتانيا، أن هذا التنازل يشكل إجراءً تصرفيًا حقيقيًا بشأن الحقوق الشخصية البحتة للمتهم، وبالتالي لا يمكن للمدافع القيام به إلا إذا كان مزودًا بتوكيل خاص مخصص لهذا الغرض.
فيما يتعلق بوقف تنفيذ العقوبة، فإن التنازل عن المنفعة الممنوحة بالفعل له طبيعة قانونية كإجراء تصرفي، يؤثر على المعاملة العقابية، ويشكل مبادرة تتجاوز اختيارات الدفاع الفني، وتتعلق بالحقوق الشخصية البحتة، المنصوص عليها في المادة 99، الفقرة 1، من قانون الإجراءات الجنائية، والتي لا يمكن ممارستها، بصفتها كذلك، إلا من قبل المتهم وليس من قبل محاميه، ما لم يكن مزودًا بتوكيل خاص صادر خصيصًا.
البيان أعلاه يبلور المبدأ الأساسي للقرار: التنازل عن وقف التنفيذ ليس مجرد اختيار فني، بل يؤثر بشكل مباشر على المعاملة العقابية ويتطلب إرادة صريحة من المتهم. تنظم المادة 163 من القانون المدني المنفعة، بينما تحتفظ المادة 99، الفقرة 1، من قانون الإجراءات الجنائية للمتهم بالحق في التصرفات التي تمس الحقوق الشخصية البحتة. وينتج عن ذلك أن المدافع، الذي يمتلك تفويضًا "عامًا"، لا يمكنه التضحية بشكل مستقل بمصلحة موكله في الحفاظ على فعالية وقف العقوبة.
تواصل محكمة النقض على نفس نهج الأحكام السابقة المتوافقة (محكمة النقض 11104/2014؛ 45583/2024؛ 2223/2025)، مؤكدة على قيد مزدوج:
يشكل التوكيل الخاص بالتالي الأداة الرسمية التي تتجلى من خلالها إرادة المتهم. بدون هذا الإجراء، يكون أي تصريح صادر عن المحامي غير فعال قانونيًا، نظرًا لأن القرار يتجاوز "الدفاع الفني" ويشمل نطاق الحرية الشخصية.
بالنسبة للمكتب القانوني الذي يساعد المتهمين، يفرض الحكم بعض الاحتياطات التشغيلية:
ولا يقل أهمية عن ذلك الحوار مع المدعي العام: قد يكون التنازل مفيدًا لاتفاق بشأن تطبيق تدابير أكثر ملاءمة أو بشأن اتفاق على تنفيذ العقوبة. ومع ذلك، فإن غياب التوكيل الخاص يعرض لانتقادات في مرحلة النقض، مع خطر الإلغاء وزيادة الوقت والتكاليف.
يعزز الحكم رقم 16052/2025 المبدأ القائل بأنه في مسائل الحرية الشخصية والمعاملة العقابية، تظل إرادة المتهم هي السيادة. يجب على المدافع، مع احتفاظه بدور محوري في الاستراتيجية الإجرائية، أن يتصرف ضمن النطاق الذي حددته المادة 99 من قانون الإجراءات الجنائية، وأن يحصل على توكيل خاص عندما ينوي التأثير على الحقوق الشخصية البحتة. بالنسبة للمهنيين، يترجم هذا إلى ضرورة التخطيط الوثائقي الدقيق والمشاركة المستمرة للموكل. أما بالنسبة للمتهمين، فإن القرار يوفر ضمانة إضافية بأن موقفهم الإجرائي لا يمكن تعديله دون موافقة صريحة ومستنيرة.