يقدم الأمر القضائي الأخير الصادر عن محكمة النقض العليا، رقم 29760 بتاريخ 12 أكتوبر 2022، رؤى مثيرة للاهتمام حول المسؤولية الطبية وموعد التقادم للمطالبة بالتعويض عن الأضرار. في هذه الحالة، تعرض المدعي، أ.أ.، لحادث مروري أدى إلى خضوعه لعمليات جراحية، وخلالها، حسب قوله، تسبب الأطباء في إصابة عصبية. وجدت المحكمة نفسها مضطرة إلى البت فيما إذا كانت الحق في التعويض قد سقط بالتقادم، مع الأخذ في الاعتبار الوقت الذي كان ينبغي للمدعي أن يدرك فيه الضرر.
رفضت محكمة إمبيريا الابتدائية دعوى التعويض بسبب انقضاء مدة التقادم، مقررة أن المدعي كان ينبغي أن يدرك، بالاجتهاد العادي، الإصابة التي تعرض لها بالفعل وقت العملية الجراحية الثانية. أكدت محكمة الاستئناف في جنوة هذا القرار، مجادلة بأن مدة التقادم تبدأ من اللحظة التي يمكن فيها للمريض إدراك الضرر وتقييمه، كما هو منصوص عليه في المادتين 2935 و 2947 من القانون المدني.
أكدت المحكمة أن إعادة بناء الوقائع محصورة بقاضي الموضوع، الذي يتولى مهمة تقييم الأدلة والبت بناءً على العناصر المقدمة في قاعة المحكمة.
أعلنت محكمة النقض عدم قبول أسباب الطعن المقدمة من أ.أ.، معتبرة أن الاعتراضات المقدمة لم تبرز انتهاكًا للقواعد القانونية، بل تفسيرًا بديلاً للوقائع. على وجه الخصوص، ادعى المدعي أن القاضي أغفل النظر في وثائق طبية ذات صلة، لكن المحكمة أكدت مجددًا أن التقييم الموضوعي يعود إلى قاضي الدرجة الأولى والثانية.
يمثل هذا الحكم تأكيدًا مهمًا للمبادئ المتعلقة بالمسؤولية الطبية وتقادم حقوق التعويض. يؤكد على أنه من الضروري أن يكون المريض يقظًا ومتجاوبًا تجاه حالته الصحية، حيث أن القانون يحمي الحق في التعويض فقط إذا تم إدراك الضرر في الوقت المناسب. وبالتالي، تؤكد محكمة النقض على ضرورة اليقظة النشطة من جانب المريض، داعية إلى عدم إهمال علامات الانزعاج التي قد تنشئ الحق في التعويض.