تعد المسؤولية المهنية في المجال الصحي موضوعًا ذا أهمية كبيرة، ليس فقط للمهنيين في هذا القطاع، ولكن أيضًا للمرضى الذين قد يتعرضون لأضرار أثناء العلاج. يوفر الحكم الصادر عن المحكمة العليا رقم 3582 بتاريخ 13 فبراير 2013 نقاطًا مهمة لفهم ديناميات هذه المسؤولية، خاصة فيما يتعلق بتعويض الأضرار والأدلة المطلوبة من الأطراف المعنية. في هذه المقالة، سنقوم بتحليل النقاط الرئيسية في الحكم وتأثيره على الاجتهاد القضائي الإيطالي.
في القضية المعنية، تم الحكم على إدارة التسوية التابعة لـ USL في إمبولي بالتعويض عن الأضرار التي تعرض لها حديث الولادة بسبب مضاعفات ناتجة عن إجراء ولادة. اعترفت محكمة الاستئناف في فلورنسا بمسؤولية المؤسسة الصحية، مما أدى إلى رفع القضية إلى المحكمة العليا. من بين أسباب الاستئناف، كانت إدارة التسوية تنازع في تقييم حالة عسر الولادة كحدث غير استثنائي وعبء الإثبات.
أوضحت المحكمة أن عبء الإثبات يقع على المدعى عليها لإثبات أن الإجراء الذي تم اتخاذه كان ضروريًا لتجنب مضاعفات أكثر خطورة، وهو دليل لم يتم تقديمه.
تتعلق إحدى النقاط الرئيسية في الحكم بعبء الإثبات. قضت المحكمة أنه في حالة المسؤولية التعاقدية، فإن مهمة المدعى عليه هي إثبات أن الإجراء المتخذ كان ضروريًا ومناسبًا. يستند هذا المبدأ إلى المادة 2236 من القانون المدني، التي تنص على أنه يجب على المهني إثبات أنه تصرف بالعناية المطلوبة. بعبارة أخرى، ليس كافيًا الادعاء بأن الإجراء كان قياسيًا؛ بل يجب إثبات أنه كان الخيار الوحيد الممكن لتجنب أضرار أكبر.
يتعلق جانب آخر مهم تناولته المحكمة العليا بتقدير الأضرار. قبلت المحكمة السبب الثاني من الاستئناف العرضي، مشددة على عدم كفاية التبرير المقدم من محكمة الاستئناف بشأن تقدير الأضرار المادية والمعنوية. من الضروري أن يتم تقدير التعويض ليس فقط بشكل عادل، ولكن أيضًا مدعومًا بمبررات كافية تشرح المسار المنطقي الذي اتبعه القاضي.
يمثل الحكم رقم 3582/2013 من المحكمة العليا تأكيدًا مهمًا لمبادئ المسؤولية في المجال الصحي وضرورة وجود دليل صارم من قبل المؤسسات الصحية. تسلط هذه القرار الضوء على أهمية تقدير الأضرار بشكل صحيح، متطلبًا مبررًا مفصلًا وتقييمًا مناسبًا للظروف المحددة للقضية. لا يوجه هذا الحكم الممارسة القانونية فحسب، بل يوفر أيضًا حماية أكبر للمرضى، مما يعزز موقفهم في أي منازعات قانونية محتملة.