تتناول الحكم الأخير لمحكمة النقض، رقم 40888 لعام 2024، موضوعًا ذا أهمية اجتماعية وقانونية كبيرة: تعليق العقوبة المشروط لجريمة سوء المعاملة في الأسرة. بشكل خاص، أكدت المحكمة أن هذا التعليق يجب أن يكون مشروطًا بالمشاركة في مسارات محددة للتعافي، بما يتماشى مع الأحكام القانونية التي تم إدخالها في السنوات الأخيرة.
في الحالة المعنية، أدانت محكمة كريمونا A.A. بالسجن لمدة عامين بسبب سوء المعاملة ضد زوجته وثلاثة أطفال. ومع ذلك، منحت الحكم المستأنف تعليق العقوبة المشروط دون فرض المشاركة في مسارات التعافي المنصوص عليها في المادة 165، الفقرة الخامسة، من القانون الجنائي. قدم النائب العام طعنًا، مطالبًا بإلغاء الحكم.
استجابت محكمة النقض للطعن، مشددة على إلزامية المشاركة في مسارات التعافي للمدانين بجريمة سوء المعاملة، كما حددها المشرع.
يتوافق الحكم المعني في إطار قانوني أوسع، يهدف إلى حماية ضحايا العنف الأسري. تم إدخال المادة 165، الفقرة الخامسة، من القانون الجنائي بموجب القانون رقم 69 لعام 2019، بما يتماشى مع التوصيات الأوروبية، بما في ذلك اتفاقية إسطنبول. تحدد القوانين الأوروبية أهمية برامج التدخل للمرتكبين للعنف، بهدف منع التكرار وضمان سلامة الضحايا.
في الختام، يمثل الحكم رقم 40888 لعام 2024 خطوة هامة في مكافحة العنف الأسري. أكدت محكمة النقض على أهمية ربط تعليق العقوبة المشروط بالمشاركة في مسارات التعافي، مما يبرز الحاجة إلى نهج متكامل يأخذ في الاعتبار كل من مسؤولية مرتكبي الجرائم وزيادة حماية الضحايا. هذا القرار لا يوضح فقط تطبيق القوانين الوطنية، ولكنه يبرز أيضًا التزام إيطاليا بالامتثال للالتزامات الدولية في مجال منع العنف.