بموجب الحكم المؤرخ 5 مارس 2025، والمودع بتاريخ 14 أبريل 2025، رقم 14483، تعود الدائرة الجنائية الثانية لمحكمة النقض لتنظر في المسألة الحساسة المتعلقة بالمصادرة بالتعادل للأموال الموجودة في حساب مصرفي مشترك، وهو موضوع متكرر في الممارسة العملية للقضايا المتعلقة بالجرائم الضريبية. تعود أصول القضية إلى إدانة صدرت عن محكمة استئناف تورينو ضد جي. بي.، المتهم بانتهاكات ضريبية، والتي تم تطبيق الإجراء الاستئصالي عليها على الأرصدة المصرفية المشتركة مع أحد أفراد عائلته غير المتورطين في الوقائع.
أكد قضاة الشرعية، على الرغم من إلغاء جزء من القرار المطعون فيه، مبدأً راسخاً بالفعل: الأموال المودعة في حساب مشترك تكتسب وجهة مشتركة للمالكين، وبالتالي يمكن للسلطة القضائية الاستيلاء عليها بالكامل لتلبية المطالبة الاستئصالية. الحد الوحيد هو إثبات، على عاتق الطرف الثالث، الانتماء الحصري لجزء من المبالغ.
فيما يتعلق بتدابير الضمانات المالية، فإن المصادرة بالتعادل للأموال المودعة في حساب مصرفي مشترك مع شخص غير متورط في الجريمة هو أمر مشروع، لأن إيداع الأموال في الحساب يمنحها وجهة مشتركة للمالكين المشتركين، دون أن تكون للافتراضات أو القيود التي يفرضها القانون المدني لتنظيم التضامن في العلاقات الداخلية بين الدائنين والمدينين أي أهمية في هذا الصدد، باستثناء حق الطرف الثالث في إثبات الانتماء الحصري له لجزء من المبالغ المودعة.
وهكذا تؤكد المحكمة على المسار الذي رسمته أحكام سابقة متوافقة (محكمة النقض 40175/2007، 45353/2011، 36175/2017) والدوائر المتحدة 4880/2015: الافتراضات المدنية للملكية حسب الحصة (المواد 1854 و 1298 من القانون المدني) لا تحد من سلطة المصادرة. الهدف من حرمان المجرم من الربح له الأولوية، تنفيذاً للمادة 240 من القانون الجنائي، وبشكل خاص، للمادة 12-مكرر من المرسوم التشريعي 74/2000.
ومع ذلك، فإن القرار لا يترك الأطراف حسني النية بدون دفاع. يمكن للطرف الثالث:
تشير المحكمة صراحة إلى عبء الإثبات على الطرف الثالث: لا يكفي المطالبة بحصة نظرية بنسبة 50%، بل يجب تقديم مؤشرات محددة (إيداعات قابلة للإثبات، تتبع الموارد، كشوف الرواتب، إلخ).
يقع القرار ضمن اتجاه قضائي للتوسع التدريجي في التدابير المالية، بما يتماشى مع التوجهات الأوروبية بشأن الاستيلاء على عائدات الجرائم (التوجيه الأوروبي 2014/42). بالنسبة للمحامين والمستشارين الضريبيين، تظهر خطان عمل:
من الناحية النظرية، يظل النقاش مفتوحاً حول مدى كفاية التشريع الحالي للمصالحة بين متطلبات فعالية النظام العقابي وحماية الملكية الخاصة بموجب المادة 42 من الدستور. ومع ذلك، يؤكد الحكم قيد التعليق أن اتجاه محكمة النقض يميل بوضوح نحو الأول.
يؤكد حكم محكمة النقض 14483/2025 أن الملكية المشتركة لا تمثل ملاذاً آمناً ضد المصادرة بالتعادل. يجب على من يرغب في مشاركة حسابه مع الآخرين أن يدرك أن الرصيد الكامل يمكن الاستيلاء عليه في حالة المسؤولية الجنائية لأحد المالكين المشتركين. في الوقت نفسه، يحتفظ الطرف الثالث غير المتورط بأدوات حماية، ولكن فقط إذا كان قادراً على إثبات المصدر المشروع لأمواله بدقة. في النهاية، يقدم الحكم توجيهات قيمة لكل من الممارسة القضائية والاستشارة الوقائية، مؤكداً أهمية الإدارة الشفافة والموثقة للشؤون المالية الشخصية.