يقدم حكم محكمة النقض الأخير، رقم 13352 المؤرخ في 30 مارس 2023، تفسيراً هاماً في مسألة غسيل الأموال الذاتي والإفلاس بالتبديد. في هذه الحالة، وجدت المحكمة نفسها مضطرة إلى فحص إمكانية تكوين جريمة غسيل الأموال الذاتي فيما يتعلق بسلوكيات تم دمجها بالفعل في جريمة الإفلاس، مع تسليط الضوء على المبادئ التي تحكم المسألة وأهمية التمييز بين الفئتين.
تتعلق القضية بـ أ.أ.، الذي تم التحقيق معه بتهمة الإفلاس بالتبديد وغسيل الأموال الذاتي. رفضت محكمة الحرية في روما طلب الحجز الوقائي المقدم من المدعي العام، بحجة أن تحويل المبالغ من شركة مفلسة لاحقاً إلى شركات أخرى في المجموعة لا يشكل فرضية غسيل الأموال الذاتي. ومع ذلك، قبلت محكمة النقض الاستئناف، معتبرة أن إعادة استثمار عائدات الجريمة في أنشطة اقتصادية يمكن أن تشكل بالفعل فرضية غسيل أموال ذاتي.
المنطق وراء غسيل الأموال الذاتي هو بالضبط تجنب تلويث الاقتصاد القانوني.
أوضحت المحكمة أنه لتكوين جريمة غسيل الأموال الذاتي، يلزم وجود سلوك تمويهي لاحق للجريمة الأساسية، وفي هذه الحالة، الإفلاس. من الضروري وجود تغيير في الملكية القانونية لعائدات الجريمة، لأن هذا يعقد تحديد مصدرها. أكدت المحكمة أن العمليات القابلة للتتبع وإصدار الفواتير لا تستبعد العقوبة تلقائياً، حيث يلزم تقييم مدى ملاءمة السلوك لإعاقة تحديد المصدر الإجرامي للمال.
يسلط قرار محكمة النقض الضوء على الحاجة إلى تقييم دقيق لسلوكيات غسيل الأموال الذاتي، خاصة في الحالات التي تتشابك فيها مع جرائم الإفلاس. يحدد الحكم رقم 13352 لعام 2023 بوضوح أنه لا يمكن اعتبار مجرد تحويل المبالغ تلقائياً بمثابة غسيل أموال ذاتي، ما لم يثبت وجود تمويه فعلي للمصدر غير المشروع. يسمح هذا النهج بحماية النظام العام الاقتصادي، ومنع عائدات الجرائم من تلويث السوق القانوني، ويوضح حدود العقوبة فيما يتعلق بمبادئ الشرعية وعدم ازدواجية التجريم.