ركز الحكم الأخير رقم 38127 الصادر عن محكمة النقض، بتاريخ 6 يونيو 2024 والمودع في 17 أكتوبر 2024، على تطبيق العقوبات البديلة للعقوبات السالبة للحرية القصيرة، مع إيلاء اهتمام خاص لعقوبة العمل في المنفعة العامة. في هذا السياق، أكدت المحكمة بعض المبادئ الأساسية المتعلقة بالشروط اللازمة لقبول هذا النوع من العقوبة، مشددة على عدم شرعية الرفض المبني على عدم تقديم وثائق محددة من قبل المتهم.
في القضية المعنية، طلب المتهم، ب. ل.، تطبيق عقوبة العمل في المنفعة العامة، لكن هذا الطلب رُفض من قبل القاضي المختص لعدم تقديم موافقة الجهة التي كان من المفترض أن يؤدي فيها العقوبة، بالإضافة إلى برنامج العلاج المقرر. ومع ذلك، اعتبرت محكمة النقض أن هذا القرار غير شرعي.
"العقوبات البديلة للعقوبات السالبة للحرية القصيرة - قرار رفض طلب تطبيق عقوبة العمل في المنفعة العامة البديلة - عدم تقديم موافقة الجهة وبرنامج العلاج - كفاية - استبعاد. القرار الذي يرفض طلب تطبيق عقوبة العمل في المنفعة العامة البديلة بسبب عدم تقديم، من قبل المتهم، في الجلسة التي صدر فيها حكم الإدانة، موافقة الجهة التي يجب أن تُنفذ فيها هذه العقوبة البديلة وبرنامج العلاج المعني، غير شرعي."
تظهر هذه المقولة كيف تعتبر المحكمة أن تبرير رفض طلب العقوبة البديلة غير كاف، حيث تقتصر على تقييم الوثائق المقدمة من المتهم. في جوهر الأمر، أكدت المحكمة أنه ليس من الصواب رفض تطبيق عقوبة بديلة بناءً على نقص الوثائق التي قد لا تكون متاحة في تلك اللحظة المحددة، خصوصًا إذا أظهر المتهم نية الامتثال لعقوبة بديلة.
لقرار محكمة النقض آثار هامة على كل من المتهمين والجهات المعنية بتنفيذ العقوبات في المنفعة العامة. من بين التداعيات الأكثر أهمية نجد:
في الختام، يمثل الحكم رقم 38127 لعام 2024 خطوة هامة نحو تحقيق مزيد من العدالة في معالجة العقوبات البديلة، مشددًا على ضرورة إجراء تقييم أكثر دقة ومرونة من قبل الهيئة القضائية.
تضع محكمة النقض، من خلال هذا الحكم، حدًا واضحًا لتقدير القاضي في رفض طلبات عقوبة العمل في المنفعة العامة. من الأساسي أن يستمر النظام القانوني في ضمان حقوق أساسية للمتهمين، مما يعزز أشكال إعادة التأهيل وإعادة الإدماج الاجتماعي بدلاً من العقوبات السالبة للحرية القصيرة التي لا تكون دائمًا فعالة. وبالتالي، يؤكد الحكم على أهمية التعاون بين الجهات والعدالة معاقبًا في الوقت نفسه القرارات غير المدعومة بمبررات كافية.