يتناول الحكم الأخير رقم 14403 الصادر في 30 يناير 2024، عن محكمة النقض، موضوعًا حاسمًا في المشهد القانوني الإيطالي: إمكانية تكوين جريمة الارتباط من النوع المافياوي، المنصوص عليها في المادة 416-مكرر من قانون العقوبات، في سياقات إقليمية مختلفة عن تلك الأصلية للمافيا التاريخية. يمثل هذا الحكم نقطة مرجعية هامة للسوابق القضائية، ويوضح جوانب ذات صلة بالقوة الترهيبية للارتباطات المافياوية.
تعلقت القضية بالمتهم بي. جي.، وقررت المحكمة جزئيًا إلغاء حكم محكمة الاستئناف في تورينو الصادر في 3 أكتوبر 2022. كانت المسألة المركزية هي ما إذا كان، في حالة الارتباطات من النوع المافياوي التي تم نقلها، يلزم إثبات أشكال خارجية للقوة الترهيبية لتكوين جريمة المادة 416-مكرر. قضت المحكمة بأن هذه الضرورة مستبعدة، مؤكدة أن القوة الترهيبية وإدراكها في المنطقة المرجعية يمكن استنتاجهما من تكرار النمط التنظيمي والسمات المميزة لـ "البيت الأم".
يوضح الحكم أن غياب أشكال واضحة للترهيب لا يمنع تكوين الجريمة. هذا أمر أساسي لمكافحة المافيات التي تنتقل وتنظم نفسها في مناطق مختلفة، مع الحفاظ على صلة مباشرة بأصولها. بعبارة أخرى، لا يجب أن تتجلى القوة الترهيبية بالضرورة من خلال أفعال واضحة، بل يمكن أن تكون متأصلة في هيكل وتنظيم المجموعة نفسها.
الارتباط من النوع المافياوي - الهياكل التي تم تشكيلها في إقليم مختلف عن إقليم أصل المافيا التاريخية - أشكال التعبير الخارجي للقوة الترهيبية - الضرورة - الاستبعاد - الأسباب. في حالة الارتباطات من النوع المافياوي التي تم نقلها، أي التي تم تشكيلها خارج الأقاليم الأصلية لـ "المافيا التاريخية"، فإن تكوين جريمة المادة 416-مكرر من قانون العقوبات لا يتطلب أشكالًا ضرورية للتعبير الخارجي للقوة الترهيبية، التي تميز الارتباط المافياوي، حيث يمكن استنتاج القوة الترهيبية الممتلكة والإدراك الملموس لها في المنطقة المرجعية، من حيث الخضوع والكتمان، من تكرار النمط التنظيمي والسمات المميزة لـ "البيت الأم"، الذي يحافظون معه على صلة وثيقة.
لهذا الحكم آثار هامة على مكافحة المافيات، لأنه يعترف بقدرة الارتباطات المافياوية على العمل والترهيب حتى بعيدًا عن أقاليمها التاريخية. لذلك، تتكيف السوابق القضائية الإيطالية مع الواقع الاجتماعي والتنظيمي الجديد للمافيات، وتوفر أدوات أكثر فعالية لملاحقة هذه المنظمات ومكافحتها. إنها خطوة إلى الأمام في مكافحة الجريمة المنظمة، والتي تتطلب اهتمامًا مستمرًا ودعمًا مناسبًا تشريعيًا وتحقيقيًا.