في مجال القانون الجنائي، يحتل الإثبات بالقرائن أهمية حاسمة، خاصة في غياب الأدلة المباشرة. ومع ذلك، يتطلب تقييمه تطبيقًا دقيقًا للمبادئ التي أرستها القوانين والسوابق القضائية، لضمان الإسناد الصحيح للمسؤولية الجنائية. يقدم الحكم الأخير رقم 12217 الصادر في 30 يناير 2025 (والمودع في 27 مارس 2025) عن محكمة النقض الجنائية توضيحًا أساسيًا لدور الدافع في سياق الإثبات بالقرائن، مؤكدًا على المبادئ الأساسية في تقييم الأدلة.
القرار قيد الدراسة، الصادر عن الدائرة الجنائية الأولى برئاسة القاضي ف. كاسا والمستشار ج. روسو، ألغى جزئيًا مع الإحالة حكمًا صادرًا عن محكمة الجنايات الاستئنافية في باليرمو، والذي أثبت مسؤولية المتهم أ. م. عن جريمة القتل (المادة 575 من القانون الجنائي). كان جوهر المسألة يكمن في تقييم الإثبات بالقرائن، وبشكل خاص، في الوزن الممنوح لدافع الجريمة. انتقدت محكمة النقض إثبات المسؤولية بناءً على القيمة الاستدلالية المستقلة للدافع، والتي استخدمت لتعويض أوجه عدم اليقين في إطار الأدلة الضعيف بخلاف ذلك.
وفقًا للمحكمة العليا، فإن هذا النهج يتعارض مع المبادئ الراسخة في مجال الإثبات بالقرائن، والتي تتطلب أن تكون القرائن خطيرة ودقيقة ومتوافقة، كما هو منصوص عليه في المادة 192، الفقرة 2، من قانون الإجراءات الجنائية. الدافع، على الرغم من كونه عنصرًا ذا أهمية كبيرة لفهم أسباب الجريمة، لا يمكن أن يشكل بمفرده ركيزة تستند إليها الإدانة، إذا لم يصل باقي الأدلة إلى الحد الأدنى الضروري من اليقين.
في موضوع الإثبات، يمكن أن يكون سبب الجريمة عاملًا محفزًا ومعززًا لقيمة القرائن التي تستند إليها أحكام المسؤولية، فقط إذا كانت هذه القرائن، في نهاية التقييم التحليلي وفي إطار تقييم شامل، تظهر، حتى بفضل المفتاح التفسيري الذي يقدمه الدافع، واضحة ودقيقة ومتوافقة من حيث دلالتها الفريدة. (تطبيقًا للمبدأ، اعتبرت المحكمة أن إثبات المسؤولية عن جريمة القتل استنادًا إلى القيمة الاستدلالية المستقلة للدافع، بهدف تعويض أوجه عدم اليقين في بقية إطار الأدلة، لا يتوافق مع قواعد تقييم الأدلة).
هذا المبدأ يبلور فكرة أن الدافع ليس له قوة استدلالية مستقلة، بل يعمل كـ "