تعود الدائرة الجنائية الأولى بمحكمة النقض، بالقرار رقم 13831 المؤرخ 7 يناير 2025 (مودع 9 أبريل 2025)، إلى معالجة المسألة الحساسة المتعلقة بقنابل الورق، ملغيةً بذلك حكم محكمة استئناف باري مع الإحالة. يؤكد المجلس برئاسة في. س. اتجاهًا ثابتًا، ولكنه يقدم توضيحات مفيدة للعاملين في مجال القانون وقوات الشرطة والمستخدمين العاديين.
يميز المشرع بين فرضيتين مختلفتين ذات أهمية جنائية:
تختلف العواقب بشكل كبير: فالعقوبة الاختيارية بالحبس والتقادم القصير للجنحة يتناقضان مع عقوبات السجن التي تصل إلى ست سنوات للجناية الخاصة وفترة تقادم أساسية تبلغ عشر سنوات (المادة 157 من القانون الجنائي).
"قنبلة الورق" التي تتميز بشحنة متفجرة محدودة تندرج ضمن المواد المتفجرة، وبالتالي فإن حيازتها دون إبلاغ السلطة مسبقًا تشكل جنحة بموجب المادة 679 من القانون الجنائي، في حين أن تلك التي، لطبيعة وكمية الشحنة وطريقة التعبئة، لديها القدرة على إحداث تأثير تدميري كبير تعتبر جهازًا متفجرًا، وتُعاقب حيازتها بموجب المادة 2 من القانون رقم 895 المؤرخ 2 أكتوبر 1967.
بمعنى بسيط، تخبرنا المحكمة أن ليست كل قنابل الورق متساوية: إذا كانت الشحنة متواضعة، يظل المخالفة جنحة؛ أما إذا كانت القوة بحيث تولد تأثيرًا تدميريًا خطيرًا - على سبيل المثال، شظايا تُقذف لمسافة أو موجات صدمة قادرة على إسقاط هياكل - فإنها تشكل جناية منصوص عليها في القانون الخاص بالأسلحة.
أُدين المتهم ن. د. بجناية بموجب المادة 2 من القانون رقم 895/1967. في الاستئناف، ادعى الدفاع أن الجهاز المضبوط يمكن مقارنته بالألعاب النارية المعززة، وليس بجهاز متفجر حقيقي. استغلت محكمة النقض الثغرة الإجرائية: لم تتحقق محكمة الاستئناف، من خلال خبرة أو معايير موضوعية، من القدرة التدميرية الفعلية للجهاز. ومن هنا جاء الإلغاء مع الإحالة، لكي يقوم قاضي الموضوع بإجراء فحص فني معمق.
يفرض الحكم تقييمًا فنيًا صارمًا قبل ارتكاب الجناية الخاصة. تشمل العناصر التي يجب مراعاتها:
وبالتالي، يمكن للدفاع طلب خبرات باليستية أو كيميائية لإثبات الضرر الأقل للجسم والحصول على إعادة تصنيف إلى المادة 679 من القانون الجنائي الأكثر اعتدالًا.
على الصعيد الوقائي، يجب على مصنعي الألعاب النارية مراقبة حدود القوة التي يفرضها المرسوم التشريعي 123/2015 (تنفيذ التوجيه 2013/29/الاتحاد الأوروبي) لتجنب انزلاق المنتج إلى فئة "الأجهزة المتفجرة".
تؤكد محكمة النقض، بالحكم رقم 13831/2025، أن الخط الفاصل بين الجنحة والجناية ليس شكليًا بل جوهريًا: فالخطورة الفعلية للجهاز هي المهمة. يبدو القرار بمثابة تحذير لإجراء تحقيقات دقيقة ويوفر للمحامين الجنائيين أداة دفاعية قيمة، تستند إلى معايير فنية يجب على قاضي الموضوع تقييمها بشكل إلزامي. في انتظار الحكم الجديد لمحكمة الاستئناف، يؤكد التوجه الحاجة إلى الموازنة بين الأمن العام ومبدأ الضرر.