أثار الحكم الأخير لمحكمة النقض، الدائرة الثالثة، الصادر في 20 يونيو 2024، قضايا هامة تتعلق بالانتهاكات الضريبية والتسوية، وهو موضوع ذو أهمية كبيرة في سياق القانون الجنائي الضريبي. على وجه الخصوص، حللت المحكمة المتطلبات اللازمة للوصول إلى إجراء التسوية، مؤكدة على مركزية سداد الدين الضريبي كشرط لا غنى عنه.
كانت القضية التي تم فحصها تتعلق بـ أ. أ.، المتهم بجرائم منصوص عليها في المرسوم التشريعي رقم 74 لعام 2000، المتعلق بالانتهاكات الضريبية. في الدرجة الأولى، طبق قاضي جلسة الاستماع التمهيدية عقوبة مع وقف التنفيذ، استجابة لطلب التسوية. ومع ذلك، قدم المدعي العام استئنافًا، مجادلًا بأن الدين الضريبي لم يتم سداده، مما ينتهك المادة 13 مكرر، الفقرة 2، من نفس المرسوم التشريعي.
أكدت محكمة النقض أن الوصول إلى التسوية ممكن فقط إذا تم سداد الدين الضريبي بالكامل قبل إعلان فتح المحاكمة.
يوضح الحكم نقطتين أساسيتين فيما يتعلق بالتسوية:
في جوهرها، أكدت المحكمة أن سداد الدين الضريبي يجب أن يكون شرطًا فعليًا وليس احتمالًا مستقبليًا. هذا المبدأ حاسم لتجنب أن يستفيد دافعو الضرائب من آليات التسامح دون الوفاء فعليًا بالتزاماتهم الضريبية.
يؤكد حكم محكمة النقض بحزم على أهمية احترام الالتزامات الضريبية كشرط مسبق للوصول إلى أشكال التسامح الجنائي مثل التسوية. هذا التوجه القضائي لا يوضح المتطلبات الإجرائية فحسب، بل يؤكد أيضًا على أهمية الشرعية والمسؤولية الضريبية. لذلك، يجب على العاملين في مجال القانون ودافعي الضرائب الانتباه إلى هذه الجوانب للتنقل بشكل صحيح في المشهد المعقد للانتهاكات الضريبية.