قدمت محكمة النقض، الدائرة الجنائية الثانية، في قرارها رقم 14215 المؤرخ في 11 أبريل 2025، توضيحًا ذا أهمية كبيرة بشأن العنصر الذاتي المطلوب لتكوين جريمة توظيف الأموال أو السلع أو المنافع ذات المصدر الإجرامي (المادة 648-ثالثاً من القانون الجنائي). نشأت القضية من رفض الطعن المقدم من بي. جي.، الذي أدين في الاستئناف في بولونيا في يونيو 2024. سنتعمق في القرار والإحكام التنظيمية والآثار العملية.
تحمي المادة 648-ثالثاً من القانون الجنائي حسن سير السوق من خلال منع إعادة إدخال رؤوس الأموال غير المشروعة في الدورة القانونية. تعتبر جريمة «كل من يقوم، خارج حالات المشاركة، بتوظيف أموال أو سلع أو منافع ناتجة عن جريمة في أنشطة اقتصادية أو مالية». يضاف هذا النص، بموجب القانون 328/1993، إلى جرائم غسيل الأموال (المادة 648-ثانياً) وغسيل الأموال الذاتي (المادة 648-ثالثاً مكرراً 1)، ويختلف عنها من حيث السلوكيات والمتطلبات الذاتية.
يتكون القصد الجنائي لجريمة المادة 648-ثالثاً من القانون الجنائي من مجرد الوعي والإرادة بتخصيص رؤوس أموال غير مشروعة للاستخدام الاقتصادي المفيد، بالإضافة إلى الوعي، ولو كان عامًا فقط، بمصدرها الإجرامي. بعبارة أخرى، تؤكد المحكمة مجددًا أنه لا يلزم وجود نية مؤهلة (مثل هدف دعم مرتكب الجريمة الأساسية). يكفي العلم، أو حتى مجرد قبول إمكانية، أن يكون المال ذا أصل إجرامي والقرار على أي حال بتوظيفه في نشاط اقتصادي. يوسع هذا التفسير نطاق تطبيق النص، مما يفرض تقييمًا دقيقًا بشكل خاص على من يعمل في السوق المالية.
لذلك، بالنسبة للمحكمة العليا، فإن القصد الجنائي هو «عام»: يكفي الوعي والإرادة بالتوظيف، مصحوبين بالوعي العام بالمصدر غير المشروع. يعزز الإشارة الصريحة إلى المادة 43 من القانون الجنائي التمييز بين القصد الجنائي العام والقصد الجنائي المحدد. تم استدعاء أحكام متوافقة (محكمة النقض 43781/2024، 43387/2019)، بينما تختلف القرارات رقم 26796/2021 و 39756/2011، التي طالبت بمؤشرات وعي أكثر وضوحًا.
للحكم تداعيات ملموسة على المشغلين الاقتصاديين والمستشارين والوسطاء الماليين، الذين يُطلب منهم اعتماد إجراءات العناية الواجبة أكثر صرامة. على وجه الخصوص:
من الناحية الإجرائية، ستقع على عاتق الادعاء العام مسؤولية إثبات الوعي، ولكن العتبة الإثباتية تنخفض: قد تكون الظروف الموضوعية (المبلغ، الطريقة، العلاقات بين الأفراد) كافية لاستنتاجها.
تعزز محكمة النقض، بحكمها 14215/2025، اتجاهًا يهدف إلى مكافحة إعادة إدماج العائدات غير المشروعة في الاقتصاد القانوني بفعالية أكبر. لذلك، يجب على أي شخص يدير أموالًا أو أصولًا مشبوهة اتخاذ احتياطات حقيقية وموثقة: ليس من الضروري «معرفة كل شيء»، بل يكفي «عدم تجاهل الواضح». المكتب على استعداد لتقييم الإجراءات الداخلية وصياغة نماذج الامتثال وتقديم الدفاع الفني في الإجراءات المتعلقة بالجرائم المالية.