يتناول حكم محكمة النقض رقم 19340 لسنة 2024 موضوعًا ذا أهمية بالغة في مجال قانون المواريث والزراعة، مسلطًا الضوء على حساسية الديناميكيات الأسرية في المواريث. على وجه الخصوص، قضت المحكمة بشأن إمكانية الوريث الشرعي في ممارسة حقوق إدارة الأراضي الزراعية، حتى لو تم استبعاده من وصية، شريطة أن يكون قد تلقى أصولًا كافية لتغطية حصته الشرعية.
في القضية المعروضة، واجه المدعي أ.أ. نزاعًا مع أخته ب.ب. بشأن ميراث العقارات التي تركتها والدتهما ج.ج. الأخيرة، من خلال وصايا لاحقة، استبعدت أ.أ. من الميراث، مشيرة إلى أنه قد تلقى بالفعل أصولًا في حياتها. ومع ذلك، طالب أ.أ. بمواصلة النشاط الزراعي في أراضي العائلة، مستندًا إلى تطبيق المادة 49 من القانون رقم 203 لسنة 1982، التي تسمح للورثة الشرعيين بمواصلة إدارة الأراضي الزراعية.
فيما يتعلق بالعقود الزراعية، فإن الوريث الشرعي الذي تم استبعاده من وصية الوالدين لتلقيه في حياته كمية من الأصول كافية لتلبية حصته الشرعية يحق له ممارسة الإجراء المنصوص عليه في المادة 49 من القانون رقم 203 المؤرخ 3 مايو 1982.
قبلت المحكمة السبب الخامس من طعن أ.أ.، وقضت بأنه على الرغم من استبعاده من الوصية، إلا أنه لا يزال بإمكانه المطالبة بحق مواصلة إدارة الأراضي الزراعية. هذا المبدأ أساسي لأنه يسمح بالتغلب على التناقض الظاهري الذي بموجبه يمكن للوريث الشرعي، على الرغم من عدم حقه في تقليل التصرفات الوصية، أن يطالب بحق إدارة الأصول.
يمثل هذا الحكم خطوة هامة في حماية حقوق الورثة الشرعيين في سياق المواريث الوصية، خاصة في المجال الزراعي. إن الاعتراف بحق أ.أ. في مواصلة النشاط الزراعي لا يعزز الاستقرار الاقتصادي للأسر فحسب، بل يؤكد أيضًا على أهمية الإدارة الجماعية للموارد الأسرية. وبهذا، وضعت المحكمة مبدأ توجيهيًا هامًا للنزاعات المستقبلية في مجال القانون الزراعي وقانون المواريث، مشيرة إلى أن مصلحة استمرارية الشركة يمكن أن تسود على اعتبارات وصية أخرى.