أثار الحكم الأخير رقم 8745 الصادر في 3 أبريل 2024 عن محكمة النقض قضايا هامة تتعلق بالسلطة التأديبية في الوظائف العامة التعاقدية. على وجه الخصوص، قضت المحكمة بتطبيق العقوبات التأديبية، مع التمييز بين العقوبات التحفظية والعقوبات الطاردة، وتوضيح حدود حظر مبدأ عدم المعاقبة على ذات الفعل مرتين (ne bis in idem) من الناحية الموضوعية. ولكن ماذا يعني كل هذا للموظفين العموميين وأصحاب العمل؟
كانت القضية التي نظرتها المحكمة تتعلق بموظف بدوام جزئي في بلدية، مسؤول عن مكتب تسوية المخالفات العمرانية، والذي انتهك قواعد تضارب المصالح. عوقب الموظف في البداية بعقوبة تحفظية، ولكنه تم فصله لاحقًا بعقوبة طاردة بسبب وقائع مشابهة في طبيعتها، ولكنها متميزة. أكدت المحكمة مشروعية الفصل، مقررةً عدم وجود انتهاك لمبدأ عدم المعاقبة على ذات الفعل مرتين.
الوظائف العامة التعاقدية - ممارسة السلطة التأديبية بعقوبة تحفظية - التطبيق اللاحق لعقوبة طاردة - ذات طبيعة الاتهامات - اختلاف الوقائع المنسوبة - انتهاك مبدأ "عدم المعاقبة على ذات الفعل مرتين" الموضوعي - عدم الوجود - الحالة المعروضة.
يمنع مبدأ عدم المعاقبة على ذات الفعل مرتين معاقبة شخص أكثر من مرة على نفس السلوك. ومع ذلك، في الحالة المعروضة، كانت الوقائع المنسوبة مختلفة، على الرغم من أنها تتعلق بسلوكيات مماثلة. لذلك، أكدت المحكمة أنه من الممكن تطبيق عقوبة طاردة بعد عقوبة تحفظية، شريطة أن تكون الوقائع مستقلة ومتميزة.
يمثل الحكم رقم 8745 لسنة 2024، بالتالي، نقطة مرجعية هامة لتطبيق العقوبات في الوظائف العامة، ويوضح كيف ومتى يمكن ممارسة السلطة التأديبية دون انتهاك حقوق العمال.
في الختام، يقدم حكم محكمة النقض تفسيرًا واضحًا لديناميكيات التأديب في الوظائف العامة، مع إبراز أهمية النهج القانوني الذي يحترم حقوق العمال. يمثل التمييز بين العقوبات التحفظية والطاردة، جنبًا إلى جنب مع ضرورة التحقق من استقلالية الوقائع المنسوبة، عنصرًا أساسيًا لضمان الإنصاف والعدالة في الإجراءات التأديبية. من الضروري أن يفهم أصحاب العمل والموظفون هذه الديناميكيات لتجنب النزاعات وسوء الفهم في المستقبل.