يتناول الأمر الصادر مؤخرًا عن محكمة النقض (رقم 3071/2024) موضوعًا ذا أهمية كبيرة في قانون الأسرة: الاختطاف الدولي للقُصّر. في القضية التي تم فحصها، أكدت المحكمة قرار محكمة القُصّر في باليرمو، التي أمرت بإعادة قاصرين إلى السويد كانا محتجزين في إيطاليا من قبل والدتهما. يقدم هذا القرار إرشادات هامة فيما يتعلق بتقييم الأدلة والمصلحة الفضلى للطفل، وهي عناصر أساسية في مثل هذه النزاعات.
تبدأ القصة بطلب الأب، ب.ب.، الذي ادعى أنه حُرم من ممارسة مسؤوليته الأبوية بسبب القرار الأحادي للأم، أ.أ.، بعدم العودة إلى السويد. اعتبرت المحكمة أن الإقامة المعتادة للقُصّر كانت في السويد وأن العودة ضرورية لتجنب المزيد من الصراعات بين الوالدين. يستند القرار إلى تحليل دقيق لديناميكيات الأسرة ورفاهية القُصّر، بما يتماشى مع أحكام اتفاقية لاهاي.
أكدت المحكمة أن إعادة القُصّر إلى السويد لا تحترم فقط حقوق الحضانة للأب، بل تمثل أيضًا إجراءً ضروريًا لضمان رفاههم النفسي والجسدي.
رفضت محكمة النقض أسباب الطعن، واعتبرت أن ملاحظات الأم بشأن الانتهاك المزعوم للقواعد الإجرائية والموضوعية لا أساس لها. على وجه الخصوص، أكدت المحكمة أن قاضي الموضوع قد قام بتقييم صحيح للمصلحة الفضلى للقُصّر، مسلطًا الضوء على أن الصراع بين الوالدين كان المصدر الرئيسي لضيق الأطفال. تم الاعتراف بأن تدخل الخدمات الاجتماعية في السويد يمكن أن يضمن بيئة محمية لعودتهم.
في الختام، يمثل الحكم الصادر عن محكمة النقض المدنية، الدائرة الأولى، الأمر رقم 3071/2024 خطوة هامة في حماية حقوق القُصّر وتنظيم المنازعات الأسرية الدولية. إنه يسلط الضوء على أهمية التقييم المتوازن والمبني على المصلحة الفضلى للطفل، في سياق قانوني يولي اهتمامًا متزايدًا لاحتياجات الفئات الأكثر ضعفًا.
باختصار، أكدت محكمة النقض مجددًا أن حماية القُصّر يجب أن تكون في صميم القرارات المتعلقة بالحضانة والاختطاف الدولي. يقدم الحكم فرصة هامة للتفكير لجميع العاملين في مجال القانون وللأسر المشاركة في مواقف مماثلة، مشيرًا إلى الطريق الذي يجب اتباعه لضمان رفاهية القُصّر في سياقات معقدة وصراعية.