يقدم الحكم الأخير لمحكمة النقض، الدائرة الخامسة، رقم 42448 بتاريخ 19 نوفمبر 2024، فرصة مهمة للتفكير في قضايا مسؤولية المديرين والإفلاس الاحتيالي. على وجه الخصوص، تتعلق القضية قيد النظر بـ أ. أ.، نائب رئيس مجلس إدارة شركة Lavorazioni Alimentari S.c.ar.l.، الذي أدين بالإفلاس الاحتيالي وتقديم بيانات مالية كاذبة. يؤكد الحكم الإدانة الصادرة في الاستئناف، مسلطًا الضوء على تعقيد الواجبات والمسؤوليات التي تقع على عاتق مديري الشركات.
ينظم الإفلاس الاحتيالي بموجب المادة 216 من المرسوم الملكي 267/1942 (قانون الإفلاس)، الذي يعاقب على السلوك المتعمد لمن يدير شركة والذي، من خلال أفعال غير قانونية، يحقق لنفسه أو للآخرين ربحًا غير عادل. في هذه الحالة، اعتبرت محكمة الاستئناف أ. أ. مسؤولاً عن اختلاس الأصول وتزوير السجلات المحاسبية، وهي عناصر تبرز سلوكًا متعمدًا ويهدف إلى الإضرار بالدائنين.
لا يمكن أن تقتصر مسؤولية المدير على المنصب الذي يشغله فحسب، بل يجب أن تأخذ في الاعتبار الإجراءات والقرارات الفعلية المتخذة.
قدم أ. أ. استئنافًا، معترضًا على قرار محكمة الاستئناف، بحجة أن مسؤوليته لم تثبت. ومع ذلك، رفضت محكمة النقض هذه الحجج، مؤكدة أن مسؤولية المديرين ليست تلقائية، بل يجب تقييمها بناءً على الإجراءات المحددة المتخذة. على وجه الخصوص، أبرزت المحكمة كيف كان لدى أ. أ. صلاحيات الإدارة العادية وغير العادية، وكيف لم يعترض أبدًا على العمليات التي قام بها رئيس مجلس الإدارة. أدى ذلك إلى تأكيد مسؤوليته عن كل من الإفلاس الاحتيالي وتقديم بيانات مالية كاذبة.
يسلط الحكم الضوء على أهمية الإدارة الدقيقة والشفافة للشركات والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تنجم عن السلوك غير القانوني. يجب أن يدرك المديرون أن مسؤوليتهم مباشرة ويمكن ملاحقتها حتى في حالة الإغفال أو التزوير المستندي. في سياق قانوني دائم التطور، من الضروري أن يكون الممارسون القانونيون والمديرون مستعدين لمواجهة التحديات القانونية التي قد تنشأ فيما يتعلق بالإفلاس ومسؤولية الشركات.
في الختام، يعمل حكم محكمة النقض كتحذير لجميع مديري الشركات. تتطلب إدارة الشركة ليس فقط الكفاءات الفنية، ولكن أيضًا الوعي الكافي بالمسؤوليات القانونية المرتبطة بها. اليقظة والشفافية أمران أساسيان لتجنب العقوبات الشديدة وضمان حماية الدائنين وأصحاب المصلحة.