يمثل الحكم رقم 14818 لعام 2012 الصادر عن محكمة النقض نقطة مرجعية هامة في مجال تعويض الأضرار الناجمة عن حوادث السير. وقد أوضح هذا القرار حقوق أقارب ضحايا الحوادث، مقرراً أن للأقارب أيضاً الحق في الحصول على تعويض بغض النظر عن المبلغ المدفوع بالفعل للضحية المباشرة. في هذا المقال، سنحلل الجوانب الرئيسية لهذا الحكم وتداعياته القانونية.
كانت القضية التي نظرت فيها محكمة النقض تتعلق بحادث سير أصيب فيه سائق دراجة نارية، ف.ل.، بإصابات خطيرة، وتوفي لاحقاً. وطالب ورثة المتوفى بتعويض عن الضرر الذي لحق بهم، مجادلين بأن الحد الأقصى للتغطية التأمينية يجب أن ينطبق ليس فقط على الضحية، بل أيضاً على الأقارب، باعتبارهم أشخاصاً متضررين بكافة الأوجه.
في موضوع تأمين المسؤولية المدنية، يُقصد بالشخص المتضرر ليس فقط الضحية المباشرة للحادث، بل أيضاً الأقارب المقربون أو أصحاب الحقوق عنه.
اعترضت المدعية، د.ف.م.، على قرار محكمة استئناف البندقية، الذي قصر التعويض على الحدود القصوى المنصوص عليها للضحية المباشرة فقط. وقد قبلت محكمة النقض الطعن، مجادلة بأن الأقارب، الذين يتصرفون بصفتهم الخاصة (iure proprio)، يجب اعتبارهم أشخاصاً متضررين. وهذا يعني أن الحد الأقصى للتأمين يجب أن يُطبق على كل واحد منهم، مما يسمح بتعويض منفصل لكل قريب.
لا يؤكد حكم محكمة النقض فقط على أهمية حماية حقوق أقارب ضحايا حوادث السير، بل يوضح أيضاً كيفية تطبيق التعويض. للأقارب الحق في الحصول على تعويض مستقل، وهو ما يمثل خطوة هامة نحو اعتراف أكبر بالضرر الذي لحق بالأقارب نتيجة فقدان شخص عزيز.
يمثل الحكم رقم 14818 لعام 2012 الصادر عن محكمة النقض علامة فارقة في السوابق القضائية الإيطالية فيما يتعلق بتعويض الأضرار. التمييز بين الضحية المباشرة والأقارب يمثل عنصراً حاسماً يجب على كل محامٍ أخذه في الاعتبار عند التعامل مع قضايا حوادث السير. من الضروري دائماً حماية حقوق الأقارب وأن تكون شركات التأمين على دراية بمسؤولياتها.